neven_dl مشرف القسم
عدد الرسائل : 83 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 27/10/2008
| موضوع: فؤاد الإثنين نوفمبر 03, 2008 8:12 pm | |
| بقلم الطالب محمد عامر مدرسة صلاح سالم الثانوية بنين تحت اشراف الأستاذ الدكتور ابو المعاطي خيريعرق غزير ينهمر من جبينه ، حمرة تخالط بياض وجهه الممتليء ، الشهيق والزفير يتعقبان في صعوبة دموعه تنزف بلا انقطاع على هذه الحال تسمر في مكانه لبضع ثوان امام ابويه بعد ما دلف إلى المنزل ، وقف الأب ساكنا وقد ارتسمت على وجهه نظرات الذهول والقلق والتساؤل ، بينما الخوف والهلع قد انحفرا في قسمات وجه الأم وهي تجثو على ركبتيها امامه ، تمد يدها إليه ، وتحضنه بقوة انها تعرف صغيرها جيدا ، تعلم كم هو مرهف الحس تعي أ، ضياع اللعبة الجديدة أو فقد المصروف ، مصيبة حقيقية بالنسبة لطفل خاصة اول ايام العيد ولكن هذا كله لن يؤثر فيه بهذه الطريقة هكذا حدثت نفسها .. امسكت رأسه الصغير بين يديها الرقيقتين حاولت جاهدة ان تسأله بعينيها الوجلتين عما حدث ، ولكنه لم يكن معها في هذه الحظة ذهنه معلق بالمشهد السعادة تمرح منتشية هناك بين هؤلاء الأطفال تاتاتاتاتاه .... ياهوووووووه ينطلق هذا الصوت من فم فؤاد مدويا ، وهو يمسك بمسدسه اللعبة الصغير اخيرا قتلتك ضحكات تنطلق من الأفواه منتشية محلقه في سماء الحياة ، براءه ساحرة تطل من العيون انت تعرف انني قلت stop وظهرت عمدا هتف بها صديقه معترضا بعد ما خرج من مخبأه ، فسأله فؤاد حانقا ولماذا فعلت ذلك ؟! اقبل ورائي وستعرف نظرة خبيثة مفعمة بالسعادة والمرح تظهر جليه في عيني صديقة ، فيتبعه فؤاد مهرولا متلهفا انظر قالها صديقة مشيرا إلى الحانوت الخاص بعرض لعب العيد عندما كنت مختبأ منك ، رايته مع احد اصدقائي ، وأخبرني أنه ابتاعه من هنا يحملق فؤاد منبهرا ، لقد رأى بطل الفلم الجديد يمسك بهذا المسدس ومضت دقيقتان دقيقة للذهاب إلى المنزل واحضار الثمن الباهظ ، ودقيقة مضت للرجوع إلى الحانوت ، واتمام مراسم الشراء السعيدة ، ثم الكثير من ال( يا هوووووووه ) الكثير من الضحكات الكثير من ( تاتاتاتاتاته ) عندما تراها ، تشعر أن كآبه الدنيا كلها نشأت من وجهها ، تخرج من مقلتيها أنهارا من الدمع محاوله ازاله هذه الكآبة اللعينة ، تستر جسدها بثياب بالية ، تطأ الأرض بقدمين قد استبدلنا تشققات الجزء السفلي منها بالحذاء ، نال منها الارهاق ومالم ينله من احد ، أوشك صوتها أ، يذهب من كثرة النداء مع النحيب ، طالة يد العون والاستعطاف .. ليس لنفسها .. بل له .. كان طفلا صغيرا في عمر فؤاد ، ممسكا برأيها ، جالسا على احدى كتفيها ، ورث كأبة الوجه عن امه ، شبح الحزن يسيطر على كيانه ، براءة باهتة تطل من عينية في حياء ، ما تلبث ان تصطدم مع قسوة الواقع ، فترتد بعنف مكونة دموع ملتهبة مكتومة ، دعك من هذه الخرقة الممزقة التي يستر بها جسده تاتاتاتاتاتا .. لقد قتل .. تنحبس الكلمات في الافواه ، وتتقيد الضحكات في الحلوق ، عندما تمر المرأة و يتوقف فؤاد عن اللعب ، يتفحصه بعينين مشفقتين ، صديقه ينادية ، لكنه لم يسمعه ، فقد كان ينصت إلى صوت قلبه ملابس جديدة تسر الناظرين .. ثياب ممزقة تدمى عيون المشفقين قدمان تجريان وتمرحان .. قدمان سقيمتان عاجزتان لعبة جديدة جاءت بعد لحظات .. جهاز تعويض منتظر منذ سنوات دمعات رقيقات يتساقطن من عيني فؤاد اتجه مباشرة إلى المرأة ، أخرج كل ما في جيبه من نقود واعطاها اياه ، ثم نظر إلى الغلام في عطف ، مع ابتسامة تدخل السرور على النفس ، واعطاه لعبته الجديدة .. مسدس البطل ابتسامة باهتة تحاول جاهدة الايحاء بالسعادة ، ترتسم على وجه الصبي ، وهو يهتف بصوت واهن انه المسدس الذي كنت اريده يا امي يتبعها فؤاد ببصره شاعرا بالشفقة شاعرا بالسعادة والرضا ، شاعرا بالحنق !! الحنق من هؤلاء البشر الذين لم يطرف لهم رمش على بعد امتار ، تتوقف المرأة المنهة تتحسس رأسها بيدها و تسقط الصبي يسقط .. الصبي يتأوة .. الصبي يبكي .. الصبي يهتف امي .. امي الصبي يصاب بهيستريا نظرة دهشة تطل من عيني فؤاد غير مصدق لما حدث تجمع الناس حول المرأة والصبي ، انحنى احدهم فوضع الطفل بجانب امه ، ثم وضع يده على جبهتها بعد تأكد من سلامة النبض حرارتها مرتفعة جدا اسرع يا فلان ، لقد تأخرنا على موعد الحفل انثر على وجهها بعض الماء ، لكي تقوم من هنا .. سوف توقف حال المحل الدموع تنهمر من عيني فؤاد ، نظرة شفقة وحزن يتطلع بها إلى الصبي المسكين ، نظرة غضب يحدج بها هؤلاء البشر انطلق إلى البيت يعدو ويبكي.. تعلق ذهنه بالمشهد | |
|
عادل التونى المدير
عدد الرسائل : 137 الموقع : سنابل منتدى الزراعيين تاريخ التسجيل : 11/08/2008
| |